دوامين في اليوم .. القتل البطيء

عندما كنت في مقاعد الجامعة أفكر في الوظائف والمستقبل ، كان منظر المدرسين وتوقيت دوامهم يغريني ، فأن تعود للمنزل عند الواحدة ظهراً وتبقى حراً طليقاً لأكثر من 11 ساعة دون اي التزامات وظيفية هذا بحد ذاته شي مغري جداً جداً خصوصاً في ظل العصر الحالي الذي لا يمكن أن تجد من خلاله وقت فراغ ترتاح فيها .
يا الله .. 11 ساعة فراغ .. ماذا يمكن العمل من خلالها ، وكيف يمكن للأنسان أن يطور نفسه ويمتع حياته ، يستطيع قراءة كتاب كل يوم ، ويستطيع أيضاً أن يشاهد فيلماً سينمائياً كذلك ، وأن يخرج ليروح عن نفسه ويلاقي أصحابه وأصدقاءه .. كل ذلك في يوم واحد وليس في اسبوع .
الآن أصبحت أرى من يخرج من دوامه عند الرابعة أو حتى الخامسة مساءاً بعين من الغبطة ، هو أيضاً سيعيش 7 ساعات أو حتى 8 حراً طليقاً ، ينام .. يخرج لتلبية مشاويره ومتطلباته ، يقضي وقتاً طويلاً مع أسرته وأهله .. يشاهد التلفاز والمباريات .
تلك النظرة تغيرت منذ أن أصبحـت أعمل صحفياً مرتبط بدوام على فترتين ، صباحية ومسائية ، 4 ساعات صباحاً ومثلها في المساء .. صدقوني أحياناً لا أجد الوقت حتى يمكن أن أغير ( زيت ) السيارة ، ناهيك عن المشاوير الضرورية والمتطلبات الحياتية الأخرى ، المناسبات الاجتماعية أصبحت راسباً فيها ، حتى أن الوقت الذي يمكن أن أتحدث وأجلس فيه مع بقية أفراد أسرتي قليل جداً .. أحياناً أفكر في المستقبل حين أتزوج .. كيف سيكون عليه الحال ثم أغمض عيني مباشرة كي لا أفكر حقيقة .
مشكلة العمل لفترتين حساسة ولا يمكن أن يشعر بها إلا من خاضها فعلاً ، يكفي أن تفكر أنك ستذهب بالسيارة من البيت للعمل والعكس 4 مرات يومياً ، صدقوني ستحفظون الطريق شبراً شبراً ، ويكفي كذلك أن تحتاج في كل فترة إلى قرابة الساعة ( راحة ) بعد العودة مباشرة لأن العمل في غالبه مرهق .
عندما أضع رأسي على السرير قبل أن أنام أفكر .. من ورطني بهذا العمل بهذه الطريقة وكيف يمكن لي الاستمرار فيه .. بل كيف سيكون المستقبل ..وماذا عملت لتطوير قدراتي وفكري خلال السنوات الماضية ..
هذه رسالة بسيطة من مجرب .. إياك والعمل على فترتين قدر الإمكان .. وتذكر أن البدن وحياتك ألزم عليك حتى ولو كان الراتب مغرياً ، لأنك لو استمريت على ذلك المنوال ستحس فعلاً بأنك تموت ببطء .

18 رد على “دوامين في اليوم .. القتل البطيء”

  1. الله يعينك يا احمد بالفعل دوامين قاتلة، انا شخصياً جربته لمدة اسبوع وكدت ان انتحر، لكني اعتقدت ان المسألة تحتاج تعود، لكن من كلامك ان الاستمرار عليه هو قتل بطئ ولن يحسن من الحال شئ.
    ومما يزيد الطين بله، القيادة في شوارع الرياض بالنسبة لي اسوء جزء من يومي، وللأسف يبدو ان هذا الكابوس يتكرر مرتين في اليوم بالنسبة لك.

    اعان الله صاحب الدوامين.

  2. الله يكون في عونك :).
    دامك متأذي من دوامك ؟ ليه ماتترك المجال الصحافة لاتنتظر الوظائف الحكومية نحن في زمن الإستثمار أستثمر أموالك وشغل عقلك ..
    إذا كنت ماتحب الإستثمار والشغل ، اعلان مجاناً عن الوظيفة اللي ترغب فيها وضع سيرتك الذاتية في المواقع المبوبة وستجد الرد ..
    أذكر أني وضعت أعلاناً في أحد المواقع المختصه بالإعلانات المجانية -حطيت الوظيفة اللي ببالي وبشروط من عندي مع اني لااملك شهادة خبرة حتى الان – وجاني على البريد الالكتروني رسائل بالهبل ، وكلهم يبغوني أتوظف عندهم ويتكلمون بكل جدية 🙂
    جرب حظك والمواقع كثيرة .

  3. الله يعينك على الدوامين

    الدوامين هب بس قتل بطيئ و هدم نفسي و اجتماعي و تعطيل لكل الأشغال اللي يكون خاطرك اتسويها

    ما أقدر أقولك غير( صبر جميل و الله المستعان )

  4. مرحباً بكم ياشباب ،،

    ****
    رائد :
    ****
    مرحباً رائد ، انت جربته منذ اسبوع وأنا أسير عليه منذ سنوات ، والمسألة ليست تعود على الاطلاق .. من الممكن أن نتناساها لأيام أو لأسابيع لكنها مؤثرة في داخلنا ، على الرغم من أن حلها سهل وميسر بأساليب ادارية تنظيمية لا أكثر ولا أقل ..

    شكراً لتواصلك ..

    ******
    محمد الشهري :
    ******
    من يقول مرتاح يعتقد لأنه كذلك كونه لا يصحى عند السابعة أو الثامنة ، لكن في النهاية هو قد يصحى عند العاشرة لكن سيحرم من أجمل فترات اليوم خلال المساء .. وصدقني القضية ليست قضية تعود لأنها منهج حياة ..

    *********
    java girl :
    *********
    مرحباً وأهلاً بك .. تداخلت معك كثيراً في منتديات الكمبيوتر المتخصصة قبل قرابة خمس سنوات .. ماهي تطورات الفوتوشوب معك 🙂 ؟

    لست متأذي بالشكل المتوقع .. بالعكس العمل جميل ومقبول إلى حد ما .. لكني منزعج من الدوام على فترتين لأنه مرهق جداً ..
    أما بالنسبة للبحث عن عمل .. فأنا حالياً أعمل في صحيفة لها وضعها في البلد وأصارحك بأني حتى ولو وجدت عروضاً أفضل لن أنتقل إلى مؤسسة مستواها أقل لأسباب عدة .. ومن الطبيعي أن لا أتقدم بنفسي وأعرض سيرتي .. ان وصلت عروض من شركات أو مؤسسات لها اسمها .. في ذلك الوقت قد يختلف الأمر معي 🙂 .. أو الأفضل لي البقاء في عملي .
    في السعودية لدينا فرص عمل هائلة رغم مايطرح في وسائل الاعلام من البطالة وغيرها .. والله قبل 5 سنوات كنت أعمل في 3 وظائف مختلفة :)، اثنتان منها عمل الكتروني من المنزل .. لكن توقيعي بعقد رسمي مع الجريدة يمنعني من الارتباط بأي اعمال أخرى …

    *****
    إيمان :
    *****
    وهي الحكمة التي أرددها .. صبر جميل .. لكن إلى متى .. لا أعلم !

  5. بصراحه انا احسدك 🙂 === مشالله عليك

    اتمنى ان اعمل شيء في حياتي صدقني المسألة ليست مسألة تعب او ارهاق اذا خلطت مع انتاجيه بحد ذاته يكفي ان يكون لك شيء ملموس في المجتمع انا اتمنى ادخل مجال الصحافه لكن اذا احسست اني مستعده لخوض هذه المعركه سوف ادخلها لاننا بمجتمع صراحه شرس وخاصه ببلادي العزيزه ( وهل يخفى القمر ) لكن الظروف تكون اقوى من الشخص ليجبرك على مسايرة الوضع وفي بداية عمري ولا احب ان استبق الامور …

    لكن بانسبة لك لا تكتئب فانت محسود ( مني 🙂 ) تعمل شيء في يومك !!

    أسالك سؤال اذا كان لديك اجازة لسنة كاملة يوم كامل ماذا تفعل به ؟؟
    احيانا يكون الفراغ متعب اكثر من العمل واحيانا يكون العمل ممتع اكثر من الفراغ !!
    ام زواجك فصدقني الابتعاد عن المنزل له فوائد كثيرة : يجيش الشوق والحنين عن الزوجه المصون فالابتعاد ارحم من التقارب الجبري لسنوات في24 ساعه ….. انا لم اتزوج بس اتوقع هذا 🙂

    وعموما اتمنى لك حياة سعيده وعمل دائم وراحه مستمرة ….. مدونة رائعه

  6. 99 % من الموظفين ذو الدوام الواحد يضيع وقتهم بشكل خررررافي في ملاحق وجلسات شباب

    واشوف كثير من الناس احس ان عندهم قدرات كبيرة لكن تضيع قي جلسات وسواليف مالها داعي ( طبعا ما عندهم الا دوام واحد)

    سبحان الله اشوف المشهد هذا قدامي كثير ناس تطور نفسها باي مجال تجاري او علمي او في اي قدرات عامه وناس تضيع في سواليف وطلعات وجيات

    ولا يهون محاكيكم 🙂

  7. لما قريت تعليقات الجماعه قلت الوضع صحيح ليس مسألة تعود مستحيل راح تتعود علي الدومين
    لي ايام محددة بالاسبوع اعمل بها بنظام الدومين كنت راجعة من الشغل وتذكرت المقاله وببلي كنت اقول
    حقا ما قلت هو ليس موت بطيء -هو انتحار بطيء –
    اعتقد ان المفروض شغل الصحفي يكون مرن -فلكسبل _ هذا ما كنت اظنه
    لانه هذا الشي ممكن يساعده علي الابداع

  8. من تجربتي..أعتقد أن الموضوع بعد فترة يصير أسهل ..
    لثلاثة أشهر كان دوامي 16 ساعه في اليوم و اكثر, مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع…
    يمكن انا ما كانت مزعجة بالنسبة لي لاني كنت عارفه انها مسألة ثلاثة شهور و مو اكثر

    بس اذا الوظيفة مناسبة و فرصة ممتازة في جريدة لها وضعها…
    صبر جميل

  9. والله انك صادق دوامين في اليوم ماساة مابعدها : لا وعليك متابعة برنامج حتى تتم لك تغطية الخبر الله يكون بعونك فعلا وانا هنا عكسك تماما فضوة لاخر حد ولساعنا ندورعلى ريحة وظيفة سبحان الله ناس الشغل عليهم بزيادة :وناس تدور ريحة الشغل ايش نقول هذه الدنيا

  10. ********
    سديم :
    ********
    الحمد لله على كل حال .. مسألة عمل المراة في المجال الصحفي .. في بلادنا تحديداً مهمة أشبه بالمستحيلة ، بل هي مستحيلة فعلاً إلا لمن ترغب بأن تحمل مسمى ( صحفية ) ..
    أعانك الله على قضاء وقت فراغك ، لكن أنصحك بالقراءة والاطلاع وزيادة حصيلتك خلال اليوم ، لو تخصصين ساعة واحدة للقراءة ، ومشاهدة فيلم سينمائي واحد اسبوعياً – على الأقل – سيكون ذلك أمراً رائعاً ..
    العمل الصحفي ليس من إشكالياته فقط العمل المسائي ، بل يكفي أن في كثير من الأحيان تحرم من إجازتك الاسبوعية لتغطية حدث أو متابعة خبر ..!

    ——————–
    ********
    مهند
    ********
    كلامك في مكانه ، وصدقني حتى ذوي ( الدوامين ) هناك جزء منهم يضيع وقته بشكل خرافي كما تقول ، العلة ليست في الدوام بل في الأمانة والرقابة والإدارة القوية أولاً وأخيراً ..
    شكراً لتواصلك الدائم ..

    —————-

    *******
    ليال :
    *******
    تقولين أياماً محددة .. ماذا سأقول وانا طوال السنوات السابقة أسير على نفس النهج ..
    شغل الصحفي – فلكسبل – كما تقولين لكن المتابعة والأخبار المتتالية .. لا ترحم !

    ——————
    ********
    SaudiDDS :
    ********
    وهل لنا غير الصبر .. صبرنا ونصبر .. وسنواصل الصبر .. ( مالي أنا إلا الصبر )

    لعنة العمل الصحفي أنك تحبه اليوم .. وتكرهه غداً ، ثم تحبه بعد غد !

    على فكرة دومين موقعك قد يدخل موسوعة جينيس 🙂
    http://ramblingsofasaudidentist.blogspot.com

    سأحاول غداً تجربة دخوله من جهاز العمل دون أن اضغط الرابط :):)
    مرحباً بك وشكراً لتواصلك ..

    ——————-
    ********
    المتابع بشفف :
    ********
    قرأت ردك وضحكت بصوت علي لاسلوبك ، ثم عدت وقرأته وتألمت حقيقة ، لكن كما وجهت كلامي للاخت سديم أعيده لك ، استغل هذه الفترة بتطوير نفسك ، صدقني الأيام تركض وقريباً – إن شاء الله – ستقول ياليتني قرأت كذا أو فعلت كذا عندما كنت أملك وقت فراغ طويل .. كان الله في عونك ..

  11. السلام عليكم ورحمة الله بركاته … وبعد..

    انا اشعر بما تشعر به … لاني اعيش نفس الحياة التي تعيشها … الحياة الوظيفية …
    واطلقت عليها لقب الحياة , لاني اشعر باني اقضي حياتي في عملي . انا اعمل في احدى البنوك , كما تعرف ويعرف الجميع , نعمل على فترتين يوميا , في الصباح ةالمساء .
    وليتها كانت الساعات المفروضة التي علي عملها .. وهي 8 ساعات عمل ( او كما يطلق عليها ساعات الاتصال بالعميل ) بل تزيد من ساعتين الى 4 ساعات يوميا … وذلك كما تعلم .. بسبب عملية الاقفال اليومية .. من يوميات الصراف .. الى مطابقتها … الى مطابقة خزينة الصراف … ومطابقة صرافات الايداع النقدي … والاهم من ذلك … مطابقة الحزينة العمومية .. ( وهي لمن لا يعرفها .. حزينة الفرع .. اكبر خزائن الاموال في الفرع والتي يتم ادخال كل الاموال اليها عند الاغلاق ). فهل يناسب البعض الخروج عند الساعة 11 مساءا في معظم الايام …
    فلك وللقراء تخيل الوضع .. وليتني مثلك … اطوي وريقاتي واضعها في درج المكتب … وامضي …
    فاعانك الله واعانني …

    ابو خالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *